كيف تجعل من الملل والشرود أفضل وسيلة للإبداع والتقاط الأفكار؟

مرحبًا وجمعتك طُهر^^

في تدوينة اليوم سندردش حول أهمية الملل والشرود، وإن كنت تشعر بالملل في نهاية التدوينة ستتحمس وتغيّر شعورك نحن نظلم الملل بصراحة، هل تعلم لماذا؟ ببساطة لأننا نعيش وسط دوامة من المشتتات والملهيات والتنبيهات اليومية التي تأتينا من الشاشات التي تلاحقنا كالشياطين في كل مكان، أراهن أنك تحدّق في الشاشة أكثر من وجه من تحب.

حسنًا لا تشعر بالأسف لأننا جميعًا نعاني من الأمر ذاته، لكن إن كنت شخصًا مرتبطًا أو متزوجًا فنصيحتي لك أن تحدد وقتًا مع شريكك بعيدًا عن الشاشات، زوجة جلال الدين الرومي كانت تغار من كتب زوجها وفكّرت في حرقها عدة مرّات، وعلى الأغلب زوجتك تفكّر في تحطيم هاتفك، لست أمزح.

لنعد إلى موضوع الملل والشرود الذي أصبحنا نشتاق إليه، هل سبق أن هربت من هاتفك أو حاسوبك لمشاهدة فلم أو غسل الأواني أو حتى مراقبة حركة الناس في الشارع… على الأغلب سيكون فعل ذلك قاتلًا أليس كذلك؟ لكن لماذا؟

ببساطة لأننا نعاني من إدمان الاشعارات، اشعارات رسائل واتساب وتلجرام… اشعارات الاعجابات على انستجرام وتويتر… والكثير من موجات الاشعارات التي تمنحنا افرازات هائلة من الدوبامين الذي يعطينا ما يكفي من المتعة، لكن أين الإنجاز والانتاجية من تلك المتعة؟

لست هنا لإلقاء اللوم على الهواتف والاشعارات لأنها لا ذنب لها، وإنما أرغب في وضع حلول من أجلنا لنصبح أفضل ونعيد ضبط أدمغتنا على تنبيهات وتحفيزات أقل لنستعيد التركيز الكامل في حياتنا.

إليك ماذا قررت لأستعيد الملل والشرود [الغاية من ذلك هي استعادة التركيز]

إيقاف التنبيهات

قررتُ إيقاف جميع التنبيهات في هاتفي دون استثناء لأنني كنت أستثني بعض التطبيقات وبعض الأشخاص، لكن اليوم قررت إيقافها جميعًا ونهائيًا، يمكنك القيام بذلك ولو مؤقتًا حتى تستعيد تركيزك وتقلل إدمانك عليها، ستشعر بالملل لكن ليس عليك أن تستاء منه وإنما ركز حتى تسخّره لصالحك وتستعيد السيطرة عليه، فقد أصبحنا عبيدًا للتنبيهات.[اليوم كان مملًا جدًا لأنه بدون اشعارات]

ممارسة حرفة أو فنٌ ما

يمكنك ممارسة الحياكة مثل كريس بايلي، يمكنك الرسم أو الطبخ أو أي شيء آخر تشرد من خلاله وتسمح لأفكارك بالتدفق وتأخذ معك دفترًا لالتقاط الأفكار الابداعية، جائتني فكرة التدوينة وأنا أنظف الأرضية خاصة أنني منذ أسبوع وأنا أفكر في اعتزال الهاتف لأنني أشعر بتعب في دماغي، أجل إنه يصرخ ويطلب الراحة من التنبيهات.

الاستحمام

كتبت من قبل تدوينة حول علاقة الإستحمام بالأفكار الابداعية وعلى الأغلب أنت تعرف أنّ أرخميدس اكتشف قانون الطفو خلال الاستحمام وخرج يركض ويصرخ وجدتها وجدتها… ونسي ارتداء ملابسه، ولو تلاحظ معي حتى نيوتن انتبه لقانون الجاذبية في لحظة شرود وليس العكس، إذن نحن بحاجة للحظات الشرود هذه لالتقاط أفكار إبداعية.

مشاهدة فلم أو شيء مشابه

أجد نفسي أحيانًا بحاجة ملحة إلى مشاهدة فلمًا أو كرتونًا أو حتى فيديو لقصة على قناة قادة وميلود على اليوتيوب لتشتيت ذهني وحسب، أحتاج للعيش ضمن شيء آخر، والتفكير خارج الصندوق أو بالأحرى خارج نفسي.

القراءة العشوائية

حين تجتاحني موجة الملل أفكر في القراءة العشوائية لكنني أحاول القراءة بشكل جدّي أكثر لكن القراءة العشوائية تساعدني على إيجاد أفكار جديدة، أقرأ أحيانًا في النشرات البريدية [إليك قائمة نشرات بريدية مجانية] اشترك فيها واستمتع بقراءتها.

أنت تمشي إذن أنت تكتب

أنت تمشي إذن أنت تكتب، تصمم وتبدع… المشي فلسفة بأكملها وليس مجرد رياضة فإذا شعرت أن لديك جفافًا في الأفكار ويحاصرك الملل من كل حدب وصوب، إذن أخرج للمشي كما كان يفعل الفيلسوف جون جاك روسو. وكما يقول نيتشه

اجلس قليلاً. ولا تصدِّق أي فكرة لم تولد في الهواء الطلق

فريدريك نيتشه

إذا لم تمشي اليوم فاذهب للمشي الآن، ولا تنسى أن تذهب بدون هاتف وخذ معك مفكرة صغيرة فقط، وإن أعجبك المقال فشاركه مع من تحب، وأتمنى أن تغير رأيك حول الملل .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حقوق الصورة البارزة: Photo by Dina Nasirova on Pisxels

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إن أعجبك ما أكتبه هنا يمكنك التواصل معي للنقد أو طلب خدمة على زر البرقية

3 رأي حول “كيف تجعل من الملل والشرود أفضل وسيلة للإبداع والتقاط الأفكار؟

أضف تعليق